مرض مارسا
موضوعنا اليوم عن مرض مارسا أو المكورات العنقودية الذهبية، ومرض مارسا هو عبارة عن نوع من البكتيريا، توجد في أغلب الأحيان على الجلد وفي الأغشية المخاطية للإنسان، وخصوصاً في منطقة الأنف والفم.
ولكن هذه البكتيريا، مجرد وجودها، لا تسبب مشاكل للجسم، ولكن إذا أصيب الشخص بجرح، فإن هذه البكتيريا يمكن أن تنشط وتتكاثر، وقد تصل لمجرى الدم، وهنا تبدأ المشكلة، لأنها سوف تتسبب في تعفن الدم، وقد يؤدي ذلك للوفاة.
ومرض مارسا أو ما يسمى بالمكورات العنقودية منتشر في المستشفيات، لذلك ننصح بتجنب ملامسة المرضى ذوي الحالات الحرجة، وحاول أن تحفاظ على يديك نظيفة، بقدر الإمكان، لتتجنب ملامسة هذه البكتيريا التي تؤدي لمرض مارسا، ويذكر الأطباء أن المكورات العنقودية الذهبية، التي تنتشر في المستشفيات، في الغالب تكون مقاومة للعديد من المضادات الحيوية، وهذا يُصعب من علاجها بطبيعة الحال.
أعراض مرض مارسا
إن أعراض العدوى بمرض مارسا أو المكورات العنقودية الذهبية، يعتمد بشكل كبير على كيفية العدوى وكيفية المكان، أي أنها تختلف وتتغير بتغير المكان وطبيعة المريض، وأعراض مرض مارسا كالآتي:
- ظهور حمى شديدة على المصاب بمرض مارسا، والشعور بآلام في العضلات والإحساس بضيق في عملية التنفس مع صداع شديد.
- يظهر على الشخص المريض احمرار مصحوب بألم وانتفاخ الجلد، لأن هذه البكتيريا تتكاثر فوق الجلد، ويؤدي إلى ظهور البثور والخراج.
- من أعراض مرض مارسا، الشعور بالغثيان، والإسهال وآلام في البطن والقيء، وهذه الأعراض تظهر عندما تقوم البكتيريا بدخول الجسم من خلال الأكل الملوث.
- يمكن أن نعثر على هذه البكتيريا بشكل طبيعي في جسم الإنسان، وتوجد بشكل خاص في الفم والأنف، لذلك من الممكن أن تنتقل البكتيريا المسببة لمرض مارسا عن طريق الاتصال المباشر، وعن طريق الرذاذ والسعال والعطس.
- من السهل أن تصل هذه البكتيريا إلى مجرى الدم، وذلك عن طريق الجروح التي توجد في الجلد، أو من الممكن أن تنتقل من خلال الإبر، وهذا الذي يحدث للأشخاص الذين يتعاطون المخدرات، ينتشر بينهم بسبب الإبر.
- في بعض الأحيان تكون العدوى بمرض مارسا شديدة، لذلك يكون من الضروري إدخال المصاب إلى المستشفى، ومن الممكن أن يتم عزله حتى يتم شفاؤه.
الأمراض التي يتسبب فيها مارسا أو المكورات العنقودية
من الممكن أن تُحدث المكورات العنقودية الذهبية أو مرض مارسا، عدوى بسيطة وممكنة العلاج، وقد تسبب هذه المكورات عدوى خطيرة مثل :
- مرض التهاب الشغاف: وهذا المرض يصيب صمامات القلب، والسبب في ذلك تواجد البكتيريا في القلب.
-التهاب العظم: وهو عبارة عن عدوى، تحدث بسبب التلوث، وتصيب العظام نتيجة البكتيريا، التي تخترق الجلد بسبب جرح نافذ إلى العظم، أو عن طريق الكسور.
- مرض التهاب النسيج الخلوي: وهو مرض معدي، ويحدث مرض التهاب النسيج بسبب اختراق البكتيريا لطبقات الجلد، وهذا يتسبب في ألم شديد وتورم واحمرار في الجلد.
- مرض التهاب الجريبات: من مميزات هذا المرض ظهور بثور صغيرة، يكون بها صديد ويتغير لون الجلد للون الأحمر، وذلك بسبب تكاثر ونمو البكتيريا في هذا المكان.
- مرض الإلتهاب الرئوي: وهو عبارة عن مرض في الجهاز التنفسي، يؤدي إلى صعوبة في عملية التنفس، وقد يحدث في رئة واحدة وقد يحدث في الرئتين.
- مرض التسمم الغذائي: وهذا المرض ينجم عن تناول الأغذية الملوثة والفاسدة.
- مرض متلازمة الصدمة التسممية: وهو من الأمراض الجلدية التي تنتج عن السموم التي تحدثها المكورات العنقودية الذهبية، ومن مظاهر هذا المرض تقشر الجلد.
الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بمرض مارسا
- هم الأشخاص الذين لديهم ضعف في جهاز المناعة.
- المرضى الذين يعانون من أمراض الأورام أو أمراض المناعة الذاتية.
- المرضى الذين لديهم أمراض معدية، أو يعانون من حروق أو جروح في الجلد.
- المرضى الذين خضعوا لعمليات جراحية هم من أكثر الفئات عرضة للإصابة بمرض مارسا.
- الأشخاص الذين يعملون في المستشفيات، ترتفع نسبة إصابتهم بمرض مارسا.
- كبار السن من المعرضين للإصابة بمرض مارسا.
تنبيهات: من الضروري تنظيف يديك بالماء والصابون جيدًا، واتخاذ التدابير اللازمة عندما تكون في المستشفى، وذلك لتتجنب الإصابة بمرض مارسا، وعليك أن تتناول الأغذية التي ترفع من قدرة الجهاز المناعي.
كيف يتم تشخيص مرض مارسا
سوف نوضح بطريقة سهلة كيفية تشخيص مرض مارسا، أو المكورات العنقودية، يتم ذلك عن طريق عزل البكتيريا في معمل ميكروبيولوجي، للحصول على عينة بيولوجية يطلب الطبيب رؤيتها، وذلك على حسب الأعراض التي تظهر على الشخص المصاب، والتي يمكن أن تكون من البول أو من الدم أو من غير ذلك.
ثم يتم عمل مضاد حيوي، بعد عزل البكتيريا، لكي نتحقق من حساسية الكائن الدقيق، وقدرته في مقاومة المضاد الحيوي، ومعرفة أفضل مضاد حيوي لعلاج هذه العدوى.
علاج مرض مارسا أو المكورات العنقودية
في العادة يحدد الطبيب المعالج، نوعية علاج مرض مارسا، وذلك على حسب نوع العدوى والأعراض الظاهرة على المريض.
إضافة إلى ذلك، من الضروري مراعاة هل توجد عدوى أخرى مرتبطة بالمريض أم لا، ويتم معرفة ذلك من خلال الطبيب الذي يعالج هذا المريض.
ومن خلال نتيجة فحص المضاد الحيوي الذي تم إختباره، يمكن للطبيب المعالج تحديد المضاد الحيوي المناسب، والذي سوف يؤثر تأثيراً كبيراً على البكتيريا.
الوقاية من مرض مارسا
يسأل بعض الأشخاص عن كيفية الوقاية من مرض مارسا، أو ما يعرف باسم المكورات العنقودية، وهل تنجح الوقاية منه أم لا.
من المعلوم أنه لا يوجد لقاح ضد مرض مارسا، أو لقاح يحمي من المكورات العنقودية حتى الآن.
ولكن يشدد على الناس اتباع إجراءات النظافة مثل غسل اليدين بالماء والصابون.
يجب على المرضى والمصابون بالكسور، المحافظة على تغطية وتعقيم جروحهم وكسورهم حتى تلتئم ويتم شفاؤهم.
يجب ومن الضروري للعاملين في المستشفيات والوحدات الصحية، وفي المجال الصحي والطبي عموماً ارتداء الملابس الواقية، مثل الجوانتي والماسك.
رش وتطهير وتنظيف الأسطح الملوثة والأشياء المستعملة في الغسيل بصورة جيدة.
غسل اليدين بصورة دائمة لجميع الأشخاص بالماء والصابون.
زيادة وعي الناس بعدم مشاركة الأشياء الشخصية والتي تتمثل في الفوط والمناديل والملابس والأحذية وغيرها من الأدوات الشخصية.
يجب التشديد والتنبيه على المحافظة على تعقيم الأماكن التي من الممكن أن تنتشر فيها هذه البكتيريا بشكل مستمر.
يجب تعقيم الأدوات الشخصية للشخص الذي يصاب بجروح أو كسور أو خراجات.
تنبيه الناس بخطورة لمس غيارات وضمادات الجروح الخاصة بأشخاص آخرين.
يجب على الجميع الاستحمام بعد ممارسة الرياضية حتى يزول العرق.
متى يجب عليك الذهاب للطبيب ؟
كثير من الناس يخافون من البكتيريا المكورة العنقودية، أو ما يعرف بمرض مارسا، ولكن متى يجب الذهاب للطبيب حتى تقي نفسك من هذا المرض.
عند بداية ظهور بثور في الجلد ولدغات الحشرات، أو وجود جروح وخدوش وخصوصاً لدى الأطفال الصغار.
عندما يصاب الشخص بجروح ، وتكون هذه الجروح مصحوبة بارتفاع في درجة حرارة الجسم.
عندما يصاب الجلد بالاحمرار، أو يصاب بالتهيج مع وجود ألم شديد.
وفي نهاية مقالتنا حول بكتيريا المكورات العنقودية، أو ما يُعرف بمرض مارسا، نرجو أن نكون قد قدمنا لكم معلومات مفيدة، دمتم بخير وعافية.